الحوت الأزرق  أضخم الثدييات على وجه الأرض

من أكبر الحيوانات المعروفة التي عاشت على كوكبنا على الإطلاق هو الحوت الأزرق، تعيش هذه الثدييات الرائعة في المحيطات ويصل طول الفرد الواحد فيها إلى نحو  100 قدم (30 متراً) ويزن  ما يقارب 200 طن .

ولإعطاء فكرة أوضح عن مدى ضخامة حجمها مقارنة بالثدييات الأخرى فلك أنّ تتخيل أن لسان الحوت الأزرق لوحده يعادل وزن فيل أمّا قلبه فيقارب حجم سيارة كاملة والمقارنات التي في الصورة التالية قد توضح ضخامة هذا الكائن بصورة أوضح .

حجم الحوت الأزرق

وللحيتان الزرقاء شكل ولون مميّز فهي تبدو باللون الأزرق الصافي تحت المياه إلا أنها قد تظهر للعيان ذات لون أزرق رمادي مرقّش عند صعودها للسطح ، كما أن منطقة ما تحت البطن لديها تأخذ تدرجاً أصفراً خفيفاً بسبب الكائنات الحيّة الدقيقة التي تعيش داخل جلدها ، ويملك الحوت الأزرق رأساً مسطحاً واسعاً وجسماً طويلاً مدبباً ذو ذنب ثلاثيّ واسع  .

بطن الحوت الأزرق

الحوت الأزرق

وهناك العديد من الحقائق الفريدة الأخرى عن هذا المخلوق العملاق نستعرض بعضا منها هنا على سبيل المثال :

أربعة أطنان من الطعام يوميا

غذاء الحوت الأزرق

تصل الحيتان الزرقاء إلى هذا الحجم الذي لا يصدّق اعتماداً على نظام غذائي يتكون بشكل حصري تقريباً من حيوانات صغيرة تشبه الروبيان تدعى الكريل ، وخلال أوقات معيّنة من السنة يمكن للحوت الأزرق البالغ أن يستهلك حوالي 4 طن من الكريل يومياً ، والحيتان الزرقاء هي حيتان بالينية ما يعني أنها تملك طبقات مهدّبة تشبه الأظافر معلقةً على فكّها الأعلى تستخدمها بدلا من الأسنان وتدعى هذه الطبقات بالصفائح البالينية ، وطريقة تناول هذة الحيتان الضخمة للكميات الكبيرة من الغذاء التي تحتاجها هو عبر عملية شفط كمّية هائلة من المياه إلى داخل فمها  بتوسيع جلدها عند الحلق والبطن لإستيعاب كمية كبيرة من المياه ، ومن ثم يقوم لسان الحوت الضخم بدفع هذه المياه مرّة أخرى إلى الخارج عبر الفتحات الضيقة الموجودة في الصفائح البالينية ، مما يجعل المياه تخرج تاركةً خلفها الآلاف من كائنات الكريل كي يقوم الحوت بإبتلاعها .

الحيتان الزرقاء كائنات مهاجرة

الحيتان الزرقاء كائنات مهاجرة

تعيش الحيتان الزرقاء متنقّلة من مكانٍ لآخر في جميع محيطات العالم ، ويمكن أن نجدها ضمن مجموعات صغيرة، إلا أنها غالباً ما تكون وحيدة أو على شكل أزواج ، وعادةً ما تقضي فصل الصيف تتغذى ضمن المياه القطبية، ثم تبدأ رحلتها بهجرات طويلة نحو خط الإستواء وذلك عند إقتراب فصل الشتاء .

الحيتان تتواصل عبر المسافات الطويلة

الحيتان تتواصل عبر المسافات الطويلة

تعبر هذه الحيوانات الماهرة المحيطات بسرعة تتعدى ال5 أميال في الساعة (8 كيلو متر في الساعة)، إلا أن سرعتها يمكن أن تصل إلى أكبر من 20 ميلاً في الساعة (32 كيلو متراً في الساعة) وذلك عندما هيجانها ، وتطلق هذه الحيوانات ذبذبات وآهات وأصوات يعتقد أنها تُسمع من قِبل الحيتان الأخرى من على مسافة  تصل إلى 1000 ميل (1600 كم)  ،  ويعتقد العلماء أنها تستخدم هذه الأصوات ليس من أجل التواصل فقط ولكن كسونارٍ أيضاً من أجل التنقل في أعماق المحيطات المظلمة .

صغار الحيتان

حوت أزرق مع صغيره

تدخل صغار الحيتان الزرقاء التصنيف العالمي ضمن أكبر المخلوقات على كوكب الأرض ، فبعد قضاء حوالي عام كامل ضمن رحم الأم في فترة الحمل ، يخرج صغير الحوت الأزرق بوزن يصل إلى 3 أطنان، وبطول يصل إلى 25 قدم (8 أمتار) ، ولا يتغذى هؤلاء الصغار خلال عامهم الأول على أي شيءٍ سوى حليب أمهم، ويستهلك الحوت الرضيع حوالي 91 كيلو غراماً من الحليب يومياً.

الحيتان الزرقاء كائنات معمّرة

الحيتان الزرقاء كائنات معمّرة

 

والحيتان الزرقاء هي كائنات معمّرة وتعد من أطول المخلوقات عمراً على سطح الأرض ، وقد أكتشف العلماء أنه بحساب عدد طبقات الشمع الموجودة في أذن الحوت المتوفي يمكننا أن نحدد عمره التقريبي ، وقد تمّ تحديد عمر أكبر حوت أزرق تمً العثور عليه عبر هذه الطريقة بحوالي 110 عاماً ويبلغ متوسط عمر هذه الحيتان ما بين 80 إلى 90 عاماً.

الحيتان الزرقاء على حافّة الإنقراض

سفينة تقتل حوت أزرق

 

تقدّر أعداد الحيتان التي تسبح في محيطات العالم ما بين  10000 إلى 25000 ، وقد أدى الصيد الجائر لها خلال القرن العشرين من قبل صائدي الحيتان الساعين وراء زيت الحوت الموجود داخل هذه المخلوقات إلى إقتراب وصولها إلى حافّة الإنقراض ، فقد تم ما بين عامي 1900 و 1965 فقط قتل ما يقارب 360000 حوتاً أزرقاً ، ما أستدعى تشكيل قانون دولي عالمي لحماية هذة الحيتان تم نصّه في العام 1966 من قبل اللجنة الدولية لصيد الحيتان ، إلا أن أعدادها لم تتحسن إلا بشكلٍ طفيف منذ ذلك الحين ، فلا زال الصيد الغير قانوني لها مستمر ، كما أن العديد منها يموت كل عام بسبب السفن الكبيرة التي تعبر المحيطات ، وهو ما أهّل الحيتان الزرقاء لأن تصنّف على القائمة الحمراء للحيوانات المهدّدة بالإنقراض حسب الإتحاد العالمي لحفظ الطبيعة (IUCN).

نرحب بتعليقك :