” خيار البحر ” والذي يسمى أيضاً ” خنزير البحر ” هو حيوان مائي لافقاري ذو كيان لين وهش وهو من الكائنات البحرية شديدة التنوع حيث يوجد من فصائله المختلفة ما يقارب 1250 فصيلة معروفة تتباين في أشكالها وأحجامها وتترواح طولا ما بين سنتيمتر واحد والعشرين سنتيمتر في الغالب ولكن توجد بعض الفصائل التي تجدها أطول منذلك بكثير وقد يتعدى طولها الثلاثة أمتار .
تتواجد عادة بالقرب من قاع البحر فتجد بعضا من فصائله في قيعان المياة الضحلة وبعضها منها في قيعان المحيطات ، كما توجد بعض الفصائل التي تعيش مدفونة تحت تراب المحيط ، ويتغذى عادة على الطحالب والكائنات المائية الدقيقة وذلك عن طريق أطراف أنبوبية لديه خاصة بتغذيته ويترواح عددها ما بين 8 إلى 30 أنبوب تشبه المخالب وتحيط بفمه .
كائن ثنائي الجنس
وبالنسبة لطريقة توالده يعد خيار البحر من الكائنات المميزة بيولوجيا فهو يتوالد بصورة طبيعة عبر إلتقاء زوجين في عملية جنسية يتم من خلالها التلقيح بصورة إعتيادية ولكن خيار البحر يعد أيضا من الكائنات ثنائية الجنس فيستطيع الفرد الواحد أطلاق كل من الحيوانات المنوية والبيوض في نفس الوقت وهذة العملية لا تجري بداخل جسمه مثل بقية الكائنات ثنائية الجنس وإنما يقوم بإطلاق كل من الحيوانات المنوية والبيوض في الماء حيث تلتقي هناك وتحدث عندها عملية التلقيح، وتتم هذة العملية عادة بوجود تجمع من مخلوقات خيار البحر في مكان واحد حيث يعيش عادة ضمن جماعات ويتم الإطلاق بصورة جماعية في نفس الوقت حيث يتراكم في الماء عدد كبير من الحيوانات المنوية والبيوض وتتم عندها عملية التلقيح .
تكوين فريد
ويشكّل خيار البحر غذاءا للعديد من الأسماك والكائنات البحرية كما يستهلكه البشر أيضا ، ولكنه ليس دائما باللقمة السائغة فعندما يشعر بالتهديد يدافع خيار البحر عن نفسه بإطلاق مادة لزجة في وجه العدو كما أن بعض أنواعه تمدّد جسمها المطاطي ليصبح درعا لصد عملية الهجوم وقد يخسر خيار البحر بهذة العملية جزءا من أحشائه الداخلية ولكن تكوينه الفريد يسمح له أن يعيد توليد هذا الأعضاء الداخلية من جديد وفي فترة قصيرة نسبيا .
التهديد البشري
في العقود الأخير ومنذ إنتشار الصيد التجاري أصبح المستهلك الأول لخيار البحر هو الإنسان وبكميات كبيرة خصوصا في الدول الأسيوية التي يعتبر فيها صغاره وبيضه من الأكلات المميزة والمحببة .
وقد كان هذا الكائن الفريد أحد أكثر الحيوانات شيوعاً ووفرة قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية ولكن أعداده بدأت تتعرض مؤخراً للتهديد في جميع أنحاء العالم من قبل مصائد الأسماك .
ويقول الدكتور ديفيد بارنيس قائد سفينة البحث التابعة للهيئة البريطانية لمسح القطب الجنوبي: “هناك عدد قليل من الناس يدركون غنى التنوع البيولوجي في المحيط الجنوبي الذي يحوى العديد من الكائنات البحرية الغير معروفة لنا والتي لا زلنا نكتشف المزيد منها كل يوم ، ولا زال أمامنا الكثير لنكتشفه من ضمن هذة المجموعة الرائعة من الكائنات الغريبة والعجيبة” .
ويمكن أن تكون هذه الحيوانات مؤشر جيد على التغيّر البيئي الحاصل في الأرض ، وهو عامل آخر يبدو أنه أحد أسباب نقصان أعداد وتنوعات خيار البحر حيث تتواجد الكثير من هذه المخلوقات في المياه الضحلة والتي تتغير بسرعة بتغيّر اليابسة القريبة منها كما تتواجد في المياه الأكثر عمقاً والتي لم تتأثر بعد أو تأثرت بدرجة أقل بسبب التلوث البيئي ، ما يعطينا الفرصة لمشاهدة التغيير الحاصل في البيئتين والمقارنة بينهما لمعرفة مدى تأثير الإنسان على التنوع البيولوجي المائي الذي يعتبر خيار البحر جزءا من نسيجه .