لا يخفى عن علم أحد أن الشاي أحد أكثر المشروبات إستهلاكا في العالم حيث أنه يحتل المركز الثاني بعد الماء ، وقد يكون الشاي الأسود هو الأكثر إنتشارا رغم إزدياد شعبية الأنواع الأخرى وعلى رأسها الشاي الأخضر في السنين الأخيرة .
وللشاي أربعة أنواع رئيسية هي الأسود والأبيض والأخضر والصيني الأسود جميعها تأتي من نفس نوع النبات الذي يطلق عليه “كاميليا سينينسيس” ، وعلى الرغم كون المصدر واحدا إلا أن الفرق بينها يكمن في إختلاف أوقات الحصاد والتجهيز .
فعلى سبيل المثال الشاي الأخضر يبدأ قطفه في مرحلة الأوراق الطازجة لنبات “الكاميليا سينينسيس” ويتم تبخيره على الفور أو يقلى بمقلاة لوقف الأكسدة والتخمير، ليصبح بعدها طازجاً.
ويتكون الشاي الأبيض بطريقة مماثلة ولكن بإستخدام أحدث وأصغر براعم النبات ، أما أوراق الشاي الأسود والشاي الصيني الأسود فتترك عادة حتى تصل لمرحلة الجفاف الكامل والذبول ومن ثم يتم سحقها ، والأختلاف بينهما يقع في كون الشاي الصيني الأسود يخمّر جزئيا في حين أن الشاي الأسود يتم تخميره بالكامل .
مسحوق الشاي
أما عن شاي “ماتشا” فهو في الأساس شاي أخضر يتم تجهيزه بوضعه في وعاء مملوء بالماء الساخن حتى يتحول قوامه إلي قوام رقيق ، وما يميّزه عن البقيّة أنك عندما تشرب شاي “ماتشا” تستفيد من مكوّنات أوراق الشاي كلها بدلا من الإستفادة من عملية التسريب فقط ، وهذا ما يجعله متفوقا من الناحية التغذوية على بقية الأنواع ، والأسم “ماتشا” أتى من اللغة اليابانية حيث يرتبط هذا الشاي في الثقافة اليابانية بطقوس التأمّل هناك منذ قرون عديدة ، و”ماتشا” تعني حرفياً باللغة اليابانية “مسحوق الشاي” .
حماية البوليفينول
وقد بدأ إكتشاف أهمية هذا الشاي ومزاياه الصحيّة في السنين الأخيرة ، حيث وجد أن شاي “ماتشا” يحتوي على مخزون عالي من المواد المضادّة للأكسدة من ضمنها مادة البوليفينول الطبيعية والتي فوق كونها من مضادات التأكسد تعمل كمهدئة للإلتهابات وتحمي من مرض السرطان وبصورة خاصة سرطان الثدي والرئة والجلد و الأمعاء والبروستاتا ، كما تحمي مادة البوليفينول خلايا الجسم من الشوارد الحرة وتقلّل من تراكم الدهون في الأوعية الدموية وهي مادة واحدة فقط من مجموعة من مضادات الأكسدة التي يحويها هذا الشاي ، ومن المعروف أن مضادات الأكسدة هي خط الدفاع الأول عن الجسم ضد الشوارد وأحد أهم وظائفها حماية الجسم من الأمراض المزمنة العدوى والإلتهابات .
تركيز عالي
هذة الخواص قد تكون موجودة عموما في العديد من الخضار والفواكه مثل التوت البرّي والرمّان وغيرها ولكن ما يميّز شاي “ماتشا” هو نسبة التركيز التي نجدها فيه فيما يخص هذة المواد الحامية وذلك مقارنة بتلك الأغذية ، فعند إجراء التجارب إكتشف خبراء في جامعة تافتس أن شاي “ماتشا” يمتلك كميّة مذهلة أكبر بعشرين ضعفا من أغنى الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة فهو يحتوي على 1573 وحدة للغرام الواحد، مقارنة بالرمان الذي يحتوي على 105 وحدة لكل غرام أو التوت البري الذي يحوي 93 وحدة .
مضاد للسرطان
كما يحوى شاي “ماتشا” طبقة بروتين تدعى بالكاتشين وتحديدا أحد أنواعه ويدعى “إيبيغاللوكاتيشين غاللاتي” غير موجودة في أي مصدر غذائي آخر تتميز بأنها توفّر خصائص قوية مضادة للسرطان وتعمل على التصدّي لآثار الجذور الحرة والملوّثات والأشعة فوق البنفسجية والمواد الكيميائية وحتى الإشعاعات الضارة .
تعزيز الذاكرة والتركيز
شاي “ماتشا” أيضا غني بمادة الثيانين وهي حمض أميني له فوائد جمّة للمخ فهو يقوّي الذاكرة ويعزز التركيز وصفاء الذهن ، ومادّة الثيانين متوفرة في جميع أنواع أنواع الشاي ولكن شاي “ماتشا” يحتوي على نسبة أعلى بكثير تصل إلى خمس أضعاف النسبة الموجودة في الشاي الأسود والأخضر .