ما هي المواد المضادة للأكسدة؟

المواد المضادة للأكسدة (أو مضادات الأكسدة) هي المواد التي تحمي خلايا الجسم من الأضرار التي تسببها الجزيئات غير المستقرة والمعروفة بإسم الجذور الحرة (الشقائق)، فما هي كل منهما بالضبط ؟ وكيف يعملان؟

الجذور الحرّة تنتج عادة عن عملية التمثيل الغذائي للخلايا في الجسم وهي لسوء الحظ يمكنها أن تؤثر على الخلايا تأثيرا  مدمّرا إذا لم تعمل خطوط الجسم الدفاعية على تحييدها ، وما باتت تتراكم الأدلة المتزايدة على أنه في معظم الأمراض الخطيرة يعود أغلب التلف الأساسي إلى هذة الجذور الحرة، فأثناء حدوث النوبة القلبية على سبيل المثال عندما ينقطع إمداد الأكسجين والجلوكوز إلى عضلات القلب، فإن كميات ضخمة من الجذور الحرة تتكون وتسبب التلف الحقيقي لخلايا القلب، وكذلك فأن أي التهاب من أي نوع بداخل الجسم سوف تنتج عنه أيضا هذة الجذور الحرة، وتواجه خلايا الجسم هجوما مستمرا منها قد يؤدي على المدى الطويل لتلف بعض أعضاء الجسم والإصابة بمرض السرطان ،  ولكن لحسن الحظ فالجسم مزوّد بآلية لقتالها وتحييدها تماما وهو يحتاج في ذلك للمواد المضادة للأكسدة.

مضادات الأكسدة

 تتفاعل مضادات الأكسدة مع الجذور الحرة المستقرّة لتمنع  الأضرار التي تسببها الجذور الحرة، وتشمل الأمثلة على مضادات الأكسدة مواد مثل البيتا كاروتين، والليكوبين، وفيتامين C، وفيتامين E، وفيتامين A، وغيرها من المواد الأخرى. وتشير أدلة مخبرية كثيرة إلى أن المواد المضادة للأكسدة بالإضافة لفوائدها في تغذية الجسم وحمايتها له أنها أيضا قد تبطئ أو ربما تمنع تطور الخلايا السرطانية، وقد توصلت تجارب سريرية واسعة النطاق أجريت في الصين حول تأثير مادة البيتا كاروتين وغيرها من المواد المضادة للأكسدة على خلايا السرطان في مجموعات مختلفة من المرضى  حيث قام  الخبراء القائمين عليها ببحث تأثير مزيج مادة البيتا كاروتين، وفيتامين E والسيلينيوم على الخلايا السرطانية لدى الرجال والنساء المعرضين لخطر الإصابة بسرطان المعدة لأسباب بيئية أو وراثية ، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هذا المزيج قد قلّل بشكل كبير من الإصابة بسرطان المعدة والأمراض السرطانية بشكل عام  ،وهي دراسة واحدة من ضمن دراسات عديدة تبيّن أهمية المواد المضادة للأكسدة في حماية جزئيات الجسم من التلف الذي تسببه الجذور الحرّة .

ما هي الأطعمة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة؟

 تتوافر المواد المضادة للأكسدة في الفواكه والخضروات، فضلاً عن الأطعمة الأخرى بما في ذلك المكسرات، والحبوب، وبعض اللحوم، والدواجن، والأسماك ، وهذة بعض الأمثلة على مضادات الأكسدة والمصادر الغذائية التي تتوافر فيه :

البيتاكاروتين

توجد مادة البيتاكاروتين في كثير من الأطعمة التي لها لون برتقالي، بما في ذلك البطاطا، والجزر، والكنتالوب، والكوسة، والمشمش، والقرع، والمانجو ، وتعتبر بعض الخضروات الخضراء وذات الأوراق، بما في ذلك الكرنب، والسبانخ، واللفت، غنية أيضا بمادة البيتاكاروتين كما تتوافر فيها مادة اللوتين، المشهورة بإرتباطها بصحة العين . الليكوبينوتعتبر مادة الليكوبين إحدى مضادات الأكسدة القوية وتتوفر في الطماطم، والبطيخ، والجوافة، والبابايا، والمشمش، والجريب فروت الوردي، والبرتقال ذو اللون الضارب للحمرة، وغيرها من الأطعمة.

السيلينيوم

تعتبر مادة السيلينيوم مادة غذائية معدنية وليست من المواد المضادة للأكسدة ، ومع ذلك فأنها تقترب منها بالخصائص المضادة للأكسدة وتعدّ الأغذية النباتية مثل الأرز والقمح هي المصادر الغذائية الرئيسية  لها وكلما كانت التربة الزراعية التي تنتج بها هذة المزروعات غنية بمادة السيلينيوم  كلّما كانت مستوياته أعلى في المحاصيل الناتجة منها وفي لحوم الحيوانات التي تتغذى على منتجات هذة التربة .

فيتامين A

فيتامين A وله ثلاثة أشكال رئيسية: الريتينول (فيتامين (A1، وثالث ورابع الديهايدرورتينول (فيتامين A2)، وثالث هيدروكسيد الريتينول (فيتامين A3). وتشمل الأطعمة الغنية بفيتامين A كل من الكبد، والبطاطا، والجزر، والجبن، واللبن، وصفار البيض.

فيتامين C

ويطلق على فيتامين C أيضاً أسم حمض الأسكوربيك، ويمكن أن يوجد بوفرة كبيرة في كثير من الفواكه والخضروات كما يوجد أيضاً في الحبوب، ولحم البقر، والدواجن والأسماك .

فيتامين E

يوجد فيتامين E المعروف أيضاً باسم ألفا توكوفيرول، في اللوز، وفي حبوب زيتية كثيرة من بينها جنين القمح، والقرطم، والذرة، وفول الصويا ، كما يوجد أيضا في المانجو والمكسرات والبروكلي، وغيرها من الأطعمة.