يتميز جسم الجمل بأنه متكيف بشكل رائع من أجل البقاء على قيد الحياة في الصحراء لدرجة أن بإمكانه تحمل أقسى المناخات الصحراوية , وتتمثل أقوى نقاط قوته بقدرته على البقاء حيّا دون طعام وبدون المادة الأساسية لحياة كل الكائنات وهي الماء لفترات طويلة من الزمن , فكيف يستطيع الجمل المحافظة على الماء ؟
توجد عدة مزايا في تركيب النظام البيولوجي للجمل تمكّنه من الحفاظ على الماء وتقنين إستهلاكه بدرجة كبيرة أكثر من الكائنات الأخرى ومنها :
1- لتكوين أجساد الجمال مقدرة فريدة على تخزين الدهن في سنامها والماء في بطانة معدتها حيث يمكن إستخدام هذه المخازن من الماء والطاقة في أوقات الحاجة، وهو أمر مثالي في الصحراء التي يندر فيها وجود الطعام والماء بشكل كبير .
2- الجمل لا يعرق بسهولة , فجسمه لا يبدأ بالعرق وفقدان الماء إلا إذا ارتفعت درجة حرارة الجو عن 42 درجة مئوية ، وطريقه إلى ذلك هي قدرته الفريدة على رفع درجة حرارة جسمه نهارا إلى درجة تقترب من ال 42 درجة مئوية مما يتماشي مع حرارة الجو المحيط ، وفي حالة تعدت درجة الحرارة ذلك عندئذ يبدأ بإفراز العرق ليلطف درجة حرارة جسمه .
3- الغدد العرقية للجمل موجودة على السطح البطنى ومن المفروض أن يعمل العرق على تلطيف حرارة جسم الجمل وبالطبع يؤدى العرق إلى فقدان الماء ولكن ما يقنن هذة العملية هو إنتصاب شعر الجمل الذي يسمح بتبخر العرق من الجلد إلى الجو مباشرة دون حدوث بلل للشعر , وهو بذلك يوفر على نفسه الكثير من الماء اللازم لبلل الشعر .
4- لهذا الحيوان الفريد القدرة على شرب الماء المالح , حيث أن الكلى لديه تتميز بقدرتها على تخليصه من تلك الأملاح الموجودة في الماء وتحويلها لماء صافي صالح للإستهلاك .
5- حين يقع الجمل على الماء بمقدرته الشرب بغزارة لكميّات تصل إلى حوالي 18 لتر في حالة عطشه بدون أن يتأثر نظامه البيولوجي الداخلي , فكرات الدم لدى الجمل بيضاوية وليست كروية مثل باقي الحيوانات وحين تمتلىء بالماء تنتفخ وتصبح كروية بدون أن تنفجر أو يتعطل عملها .
6- طريقة أخري يستطيع فيها الجمل توفير الماء في حالة نقصانه هي إحتفاظه بالبول في المثانة طالما أنه في حاجة إلى الماء ، حيث يمتص الدم البول مرة أخرى ويدفعه إلى المعدة لتقوم بكتريا خاصة بتحويل البولينا لأحماض أمينية أي إلى بروتين وماء .
7- أنف الجمل له تركيب خاص فهو مجعد و كبير من الداخل فيعمل عمل المكثّف , فيكثّف بخار الماء الخارج مع هواء الزفير ويتخلص من ثاني أكسيد الكربون بأخراجه بينما يتكثف بخار الماء بداخل تجويف الأنف ممايحول دون خروجه , وبذلك يكون هو الحيوان الوحيد القادر على إستعادة الماء الموجود في الهواء الذي يتنفسه .
ميزات أخرى للجمل
ومما يميز تكوين جسم هذة الحيوان الفريد ويساعده على تحمّل البيئة الصحراوية الصعبة هي أقدامه العريضة المبطنة , فهي مهيئة للمشي بثبات على التربة الرملية غير الصلبة والحيلولة دون غرق الجمل في الرمال , كما يحميه غطاؤه الصوفي العازل من حرارة النهار وبرودة الليل على حد سواء .
أيضا يحمي الجمل من ظروف الصحراء أهدابه كثيفة الشعر وآذانه وفتحات الأنف الطولية التي تتكالب جميعها في حمايته من غبار الصحراء ورمالها .
وفوق كل ذلك فإن الجمال أيضا تتميز بالبساطة الشديدة في الطعام الذي تأكله ، حيث تستهلك أي شيء بداية من الأعشاب الخضراء وصولا إلى الأشواك الصحراوية .
أنواع الجمال
وللجمال سلالات عدة تتمايز عن بعض بأشكالها وقدراتها , ولكن أكثر سلالتين يتضح فيهما الفرق والتمايز هما الجمل العربي وهو ذو سنام واحد ضخم ويعيش في المنطقة العربية وأفريقيا وشبه القارة الهندية , وهناك أيضا الجمل ذو السنامين الذي يستوطن آسيا الوسطى حيث يكون الشتاء هناك باردا فتجده مكسوا بمعطف شتوي يقيه برد الشتاء وهو ذو أرجل قصيره , في حين يختلف عنه الجمل العربي بالأرجل الطويلة التي تعمل على إبعاده عن حرارة الرمال .