ما هو الإحتباس الحراري ؟

في الأعوام الأخيرة أنتشر مصطلح الإحتباس الحراري وإرتبط في عقولنا بصورة مشوشة غير واضحة بالتطوّر الصناعي الذي حدث للإنسانية بصورة متسارعة خلال القرنين الماضيين , فماذا يكون هذا الإحتباس الحراري ؟

الإحتباس الحراري هو إرتفاع النسب الحرارية في إنحاء الكرة الأرضية ، والذي ربطه أغلبية من العلماء بالغازات التي تطلقها للجو يوميا المصانع وعودام السيارات والآلات المكانيكية بمختلف أنواعها وعدّة أسباب أخرى من صنع الإنسان مثل تدمير الغابات والأشجار لإستخدمها صناعيا , هذه المعدلات الحرارية بدأت بالإزدياد بصورة سريعة منذ بداية حقبة الثورة الصناعية التي كانت سببا مباشرا في زيادة التقلّبات المناخية والبيئية على كوكب الأرض .

على الأقل هذا ما يعتقده الأغلبية من العلماء, هناك العديد منهم لهم رؤية أخرى ألا وهي أن درجات الحرارة على الأرض كانت دائما في إنخفاض وإرتفاع على مدى الزمن , والأمر ببساطة أننا نمر بمرحلة صعود لدرجات الحرارة بسبب عوامل طبيعية لا دخل للإنسان فيها , ولكن أصحاب هذا الرأي هم الأقلية .

نعود لرأي الأغلبية لمحاولة فهم الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى هذا الإرتفاع الحراري , وهو يعود في رأيهم إلى كون العالم الذي نعيش فيه يتكوّن من غازات مختلفة, وظيفة بعض تلك الغازات هو إمتصاص الحرارة وطردها إلى خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية ليكون نتيجة ذلك هو تخفيض مجمل درجة الحرارة على الأرض  , ولكن للأسف بدلا من طرد تلك الغازات بدأ الغلاف الجوي خلال العقود الماضية بحبسها وحبس الطاقة الحرارية التي تشكلّها ما كان نتيجته إرتفاع درجة حرارة البحار و المحيطات و سطح الكرة الأرضية بشكل عام .

وقد أكد الكثير من العلماء عالميا أن إرتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون بالذات في الغلاف الجوي الناتجة عن الثورة الصناعية المستمرة منذ قرنين رافقه إرتفاع كبير جدا في معدلات الإحتباس الحراري , وأظهرت الأبحاث و التفسيرات العلمية للتغيرات المناخية في السنين الماضية بأن مثل هذا التزايد السريع جدا في معدلات الحرارة العالمية غير طبيعي على الإطلاق كما يحاو أن يفسّره بعض العلماء , بل أنه من صنع الإنسان ويتوقع أن تزداد المعدلات الحرارية للأرض خلال هذا القرن بشكل لم يسبق حدوثه خلال العشرة آلاف سنة الماضية .

ذلك أن لم يتم تدارك الأمر وسن قوانين دولية تقّنن العملية الصناعية ومخرجاتها إلى الغلاف الجوّي , بل أن حتى بعض المتشائمين من العلماء يرى أن الآوان لذلك قد فات , وأن العواقب سوف تتوالي على الأرض بشكل كوارث طبيعية لم يسبق أن رأى الإنسان لها ضخامة .

الإحتباس الحراري على الأرض

التلوث الصناعي من الثورة الصناعية

نرحب بتعليقك :